الموضوع
:
شرح دعاء أبي حمزة الثمالي رضي الله عنه
عرض مشاركة واحدة
#
1
10-02-2013, 08:50 AM
admin
.
مدير عام
لوني المفضل
Orangered
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
Jun 2013
فترة الأقامة :
4516 يوم
أخر زيارة :
10-23-2025 (01:51 PM)
المشاركات :
11,777 [
+
]
التقييم :
13
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
شكراً: 43
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
عن الإمام الباقر (ع) : (إنّ لله عقوبات في القلوب والأبدان : ضنك في المعيشة، ووهن في العبادة، وما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب).. يفهم من ذلك أنه مهما عظمت أي عقوبة في نظر الناس ، فإن أشدها وأعظمها هو قساوة القلب ، حيث يقف الإنسان بين يدي ربه عزوجل في جوف الليل وفي مظان الاستجابة -كشهر رمضان ، أو أمام الكعبة..- ، ولكنه لا يرى رقة في قلبه ، ولا خشوعاً ولا دمعة ؛ فإن هذه الحالة من الانتكاسة الباطنية ، وانقطاع موارد الإقبال في القلب ، لمن أهم صور العقوبات في عالم الغيب.
ومن هنا يقول الإمام السجاد (ع) في أول الدعاء :
- (إِلهِي لاَ تُؤَدِّبْنِي بِعُقُوبَتِكَ..)..
أي إن كنت قد قررت أن تختم على قلبي ، وأن تجفف دمعتي ، فهذا ليس وقته الآن ، فأنا أريد أن أدعوك.. وفي هذا فائدة : أنه من المناسب أن يطلب الإنسان من الله عزوجل أن يفتح عليه أبواب المناجاة بين يديه جل وعلا قبل كل دعوة.
- (وَلاَ تَمْكُرْ بِي فِي حِيلَتِكَ..)..
إن كلمة المكر والحيلة من الكلمات المبغوضة في عرف الناس ، فيقال فلان إنسان ماكر ، وإنسان محتال.. ومن المعلوم أن مثل هذه العبارات لا تليق بكرام الناس ، ولكن نلاحظ بأن الله عزوجل يصف نفسه بأنه خير الماكرين : {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.. فما هو التوجيه لهذه الآية ، ولهذه العبارة ؟.. ومتى يمكر الله تعالى ، وكيف يمكر ، ولمَ يمكر؟..
يعرَّف المكر اصطلاحاً : بأنه التدبير الخفي لإيقاع الغير في ورطة أو مشكلة ما.. إن الله عزوجل عندما يرى في عبده ما يوجب له الانتقام ، فإنه يدبر له تدبيراً يكشف عن حقيقة جوهره.. فمن المعلوم أن المكيدة في الحرب ضد الأعداء ، أمر مطلوب ومستحسن ، ولا يعاتب عليه الإنسان.. إن رب العالمين إذا رأى في عبده موقفاً عدائياً : كأن يروج الباطل ، أو يتجاهر بالمعصية ، أو يقف أمام مد الشريعة ؛ فإنه يفتح له بعض أبواب الامتحان والابتلاء ، بحيث ينكشف باطنه للعباد.. فهو كان يتستر بإيمانه الظاهري ، وبحسن ذكره بين الناس ، ولكن الله عزوجل يرفع هذا المانع عن طريق عباده ، ليكشف لهم حقيقة هذا الإنسان.. ومن هنا نعتقد بأن هذا المكر الإلهي والخديعة ليس مما يذم عليه.
وعليه، فلنطلب من الله عزوجل أن يبقي علينا هذا الستر ، الذي طالما حاولنا هتكه ، فإنه خير الساترين ، ولو شاء لفضحنا في الدنيا قبل الآخرة ، ولكنه بمنه وكرمه أبقاه علينا حباً لعبده العاصي.. نعم، العبد العاصي محبوباً عند الله تعالى ، ما دام في طريق التوبة والإقلاع عن المعصية.
اللهم ثبتنا على الهدى والتقوى !.. اللهم لا تمكر بنا في حيلتك فإنك أنت أرحم الراحمين !..
زيارات الملف الشخصي :
408
إحصائية مشاركات »
admin
.
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 2.61 يوميا
admin
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى admin
البحث عن كل مشاركات admin