ممّن رثاها الشيخ محمّد سعيد المنصوري(رحمه الله) بقوله:
«لَهفَ نَفسي لِبنتِ موسى سَقاهَا ** الدَّهرُ كأساً فَزادَ مِنهُ بَلاهَا
فَارَقَتْ وَالِداً شَفيقاً عَطوفاً ** حَاربَتْ عَينها عَليهِ كراها
أَودَعَتْهُ قَعرَ السُّجونِ أُناسٌ ** أنكَرَتْ رَبَّها الذي قَدْ بَراهَا
وإلى أَنْ قَضَى سَميماً فَراحَتْ ** تُثكلُ النَّاسَ في شَديدِ بُكاهَا
وَأتَى بَعدَهُ فِراقُ أخِيها ** حِينَ في مَروَ أسْكَنَتْهُ عِدَاهَا
كُلُّ يَومٍ يَمرُّ كانَ عَليها ** مِثلُ عَامٍ فَأسرَعَتْ في سراهَا
أقبَلَتْ تَقطعُ الطَّريقَ اشتياقاً ** لأخيها الرِّضَا وحَامِي حِماهَا
ثُمَّ لمّا بِها الظَّعينةُ وَافَتْ ** أرضَ قُمٍّ وَذَاكَ كَانَ مُناهَا
قَامَ مُوسَى لَها بِحُسنِ صَنيعٍ ** إذْ ولاءُ الرِّضا أخيها ولاهَا
نَزَلَتْ بَيتَهُ فَقامَ بِما اسطاعَ ** مِن خِدمةٍ لها أسداهَا
ما مَضَتْ غيرُ بُرهةٍ مِن زَمانٍ ** فَاعْتَراهَا مِن الأَسَى مَا اعْتَراهَا
وَإلى جَنبِهِ سقامٌ أذابَ الجِسمَ ** مِنها وثقلُهُ أضناها
فقضت نحبَها غريبةَ دارٍ ** بعدَما قطّعَ الفراقُ حشاها
أَطبَقَتْ جفنَها إلى الموتِ لَكنْ ** مَا رَأَتْ وَالدَ الجَوادِ أخَاهَا».