|
#1
|
||||||||
|
||||||||
صدقة السر تطفىء غضب الرب
صدقة السر تطفىء غضب الرب رُوِيَ أن الإمامِ الصَّادقِ عليه السلام كانَ يحْذُو حَذْوَ جَدِّهِ الإمامِ زينِ العابدين فِي الذَّهابِ ليلاً إلىَ بيوتِ الفُقراءِ للتَّصدُّقِ سِراً. وفِي ليلةٍ هادئةٍ حالكةِ الظُّلْمةِ، والمطرُ قد بلّل وجهَ الأرض، خَرَجَ الإمامُ الصَّادقُ مَنُ بيتِهِ مِتوجِّهاً إلى ظِلَّةِ بني ساعدةٍ وَهِيَ خيمةٌ يسْتَظلُّها الفقراء ويحتمُونَ تَحْتَها. وبينَما الإمامُ سائرا، إذ بِالمعَلَّى بنُ خُنيسٍ يَرى الإمامَ عليه السلام فتساءَلَ في نفسِهِ: "أينَ يريدُ الإمامُ فِي هذَا اللَّيلِ يَا تُرى؟ واللَّهِ لاَ أتركه وَحْدَهُ في ظُلْمةِ اللَّيلِ المُوحشةِ". فصَارَ إبنُ خنيسٍ يَمشي خَلْفَ الإمامِ وإذْ بِهِ يسمَعُ صوت سقوطَ شيءٍ واقعاً عنْ كَتفِ الإمام متبعثراً عَلى الأرض، فقال الإمام : "بسمِ الله اللَّهُمَّ رُدَّهُ إِلَيْنَا". تعجَّبَ ابنُ خُنيسٍ لِمَا رَأَى وسَمِعَ، عِنْدَها اقْتربَ مِنَ الإمامِ وسلَّم عليْهِ فعرفَهُ الإمامُ مِنْ صوْتِهِ وقال لَهُ: "أَمُعلَّى أَنْتَ؟". أَجابَهُ المَعلَّى: "نعم جُعِلْتُ فِدَاك" ثُمَّ انْحنَى إَلى الأرضِ لِيلْتَقِطَ مَا وَقعَ مِنَ الإمام فإذْ به خبزٌ كثيرٌ قدْ تناثر. فقالَ لهُ الإمامُ : "إِلْتَمسْ بيدِكَ الأرضَ فَما وَجَدْتَ شيئاً فهَاتَهُ". جمعَ المُعلَّى الخُبزَ عِنَ الأرضِ وأَعْطاهُ للإمامِ لَكِنَّهُ لاَحظَ أنَّ الإمامِ قد تعبَ مِن حمْلِ كيس الخُبْز فاستأْذنَ أنْ يحملَ الكيسَ عَنْهُ، ولكنَّ الإمامَ لمْ يقبلْ قائلاً: "لا، أنا أوْلى بِهِ منكَ، ولَكِنْ تعالَ معي". سارَ المعلَّى مَعَ الإمامِ حتَّى وصَلا إلى ظِلَّةِ بَني ساعدةٍ فأخذَ الإمامُ يتناولُ الرَّغيفَ والرَّغيفينِ ويُعطيهما للفقراء. ولمَّا انْتهى الإمام مِنْ توزيعِ الخُبزِ عليهم عَادَ ومَعَهُ مَعلَّى، فقالَ لهُ الإمامُ : "صدقةُ اللَّيلِ تطفيء غَضَبَ الرَّبِّ وتَمْحو الذَّنبَ وتُهوِّنُ الحِسابَ". حفيف العلم- مجموعة قصصية، جمعية النور المصدر: منتدى محبي أهل البيت عليهم السلام - من قسم: منتدى القصص المعبرة w]rm hgsv j'tnx yqf hgvf |
جديد منتدى منتدى القصص المعبرة |
|
|
|
|