![]() |
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا﴾([1]) مَن هم أصحاب الرقيم هل هم أصحابُ الكهف أنفسهم أو أنَّ الآية الشريفة تُشير إلى آخرين؟ الجواب من سماحة الشيخ محمد الصنقور: أصحابُ الرقيم هم أصحابُ الكهف: المشهور -ظاهرًا- بين المفسِّرين أنَّ أصحاب الرقيم هم أنفسُهم أصحابُ الكهف وإنَّما جاء توصيفهم بأصحاب الرقيم لغرض الزيادة في التعريف بهويَّة أصحاب الكهف، تمامًا كما يُقال أصحاب الكساء وآية التطهير، فإنَّ المقصودين بأصحاب آية التطهير هم أنفسُهم المقصودون من أصحاب الكساء وإنَّما تمَّ عطفُ العنوان الثاني على الأول للتوضيح والتحديد لهويَّة المقصودين من العنوان الأول. القول المقابل لقول المشهور: وفي مقابل ما أفاده مشهورُ المفسِّرين ذهب آخرون إلى أنَّ الآية قصدت من الذكر لأصحاب الرقيم الإشارة إلى حدثٍ آخر وقع في تاريخ الرسالات لكنَّها لم تتصدَّ كما لم تتصدَّ الآياتُ الأخرى في عموم القرآن للتعريف بهذا الحدَث، نعم ورد في السنَّة الشريفة -بحسب زعم أصحاب هذا القول- أنَّ أصحاب الرقيم كانوا ثلاثة نفرٍ من الرجال "خرجوا يرتادون لأهلهم، فأخذتهم السماء فأووا إلى الكهف فانحطَّت صخرةٌ وسدَّت بابه. فقال أحدُهم: اذكروا أيَّكم عمِل حسنةً لعلَّ اللَّه يرحمُنا ببركته .." فبدأ أحدُهم فذكر معروفًا كان قد أسداه لآخر ثم قال: "اللهمَّ إنْ كنتُ فعلتُ ذلك لوجهك فافرج عنا، فانصدع الجبل حتى رأوا الضوء". ثم تصدَّى الثاني فذكر أنَّه فعل معروفًا لامرأةٍ ذاتِ عيال دون أنْ يبتزَّها رغم قدرته على ذلك، ثم قال: "اللهمَّ إنْ كنتُ فعلتُه لوجهك فافرج عنا، فانصدع حتى تعارفوا". ثمَّ تصدَّى الثالث فذكر إحسانه لأبوبه الهرمين وكيف كان يبرُّهما ويؤثرهما على نفسه ثم قال: "اللهمَّ إنْ كنتُ فعلتُه لوجهِك فافرج عنا. ففرَّج اللَّه عنهم فخرجوا" قال البيضاوي في تفسيره: "وقد رفع ذلك نعمان بن بشير"([2]). وقد أورد أحمدُ بن حنبل في مسنده والطبراني في المعجم الأوسط هذه القصَّة بسندٍ ينتهي إلى النعمان بن بشير أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الرقيم فقال: "إنَّ ثلاثة كانوا في كهفٍ فوقع الجبل على باب الكهف فأوصد عليهم قال قائل منهم: تذاكروا أيكم عمل حسنة .."([3]). وكذلك أورد هذه القصَّة البخاريُّ في صحيحه عن ابن عمر عن الرسول (ص) إلا أنَّ ابن عمر لم يذكر أنَّ أصحاب هذه القصَّة هم أصحاب الرقيم وإنْ كان البخاري قد أوردها في سياق التفسير لآية: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ﴾([4]). هذا وقد زعم بعضُهم أنَّ أصحاب الرقيم "قومٌ من أهل السراة كانت حالهم كحال أصحاب الكهف"([5]). ترجيح قول المشهور ومستنده: إلا أنَّ الصحيح هو ما ذهب إليه مشهورُ المفسِّرين من أنَّ أصحاب الرقيم هم أنفسهم أصحاب الكهف الذين أورد الله تعالى قصتهم في سورة الكهف، فمضافًا إلى ظهور الآية في ذلك حيث تمَّ عطف الرقيم على الكهف فصارا معًا بمثابة المضاف لكلمة أصحاب وهو ما يقتضي استظهار إرادة الإشارة إلى معنونٍ واحد وإلا كان المناسب أنْ يُقال أصحاب الكهف وأصحاب الرقيم فمضافًا إلى ظهور الآية في اتحاد المعنون أو لا أقلَّ من إشعارها بذلك فإنَّ الروايات الواردة من طُرقنا ظاهرةٌ في أنَّ أصحاب الرقيم هم أنفسُهم أصحاب الكهف، فمِن ذلك ما رواه العيَّاشي في تفسيره عن محمد عن أحمد بن علي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا﴾ قال (ع ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() lh`h juvt uk MHwphf hgvrdlM ,lh ughrjil ftjdm hg;it?! ,gh |
![]() |
![]() |
|
|
|
|